مقالات متنوعــــــة

رجوع


فقدان المساحات الخضراء                                              

تتصدر الصين والهند ونيجيريا وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التي يُتوقع أن تفقد مساحات كبرى من الأراضي الزراعية بسبب التوسُّع الحضري. على الأرجح ستتأثر إنتاجية الأرز والقمح والذرة وفول الصويا.  أما تفصيلًا، فسيبلغ نصيب الصين ربع الفاقد العالمي. أما الهند، التي تتمتع هي الأخرى باقتصاد سريع النمو، فلا يُتَوقع أن تفقد القدر نفسه، ولكن قد يتغير هذا السيناريو عندما يزيد معدل التحضُّر.    كما يحتمل أن تأتي باكستان، وفيتنام، وإندونيسيا ضمن الدول الرئيسة التي ستفقد مساحات زراعية شاسعة وفي حين تهدد هذه التغيُّرات صغار المزارعين وتجار التجزئة، وتضيق عليهم سبل العيش، فإنه يُتَوَقعُ   رؤية المزيد من العواقب الوخيمة في الغابات. وهذه التوقعات تأتي من جانب أحد المشاركين في الدراسة -وهو متخصص في استغلال الأراضي والبنية التحتية والنقل- إذ يقول فيليكس كروتسيج: ”تتبدد أراضٍ  زراعية بسبب التوسع الحضري من جهة“.  ومن جهة أخرى ربما تحل أراضٍ زراعية جديدة محل الغابات أو غيرها من النظم البيئية القيمة بمساحات تعادل الفاقد“، وفق إفادة كروتسيج، وهو من كبار الباحثين  بمعهد مركاتور في برلين.  كذلك ما سينتج من فقد في مساحات الغابات قد يؤثر على المناخ المحلي أيضًا، وثَم ما يكفي من الأدلة للاعتقاد بأن الغابات التي أزيلت من أجل الزراعة قللت من هطول الأمطار الموسمية الصيفية.  ومن المثير للاهتمام، أن هذا الفقد في الأراضي الزراعية من الممكن ألا تكون له آثار قوية على الأمن الغذائي العالمي.  يرى نافين رامانكوتي -الأستاذ في جامعة بريتيش كولومبيا في كندا- أنه من الصعب بعض الشيء توقُّع كيفية تأثُّر النظم الغذائية الحضرية. ويقول: ”أعتقد أن الأمر سيعتمد على السياق، فتعرُّضنا لمشاكل الأمن الغذائي في المدن من عدمه سيرتبط بمدى اعتماد المدينة على الأغذية المُنتَجة محليًّا في مقابل المستوردة، وكذا على الجغرافيا الحيوية للمدينة“.  ويؤكد رامانكوتي أن الفقد في إنتاج المحاصيل العالمي يمكن التغلب عليه بسهولة عن طريق ”عمل تغييرات بسيطة في النظم الغذائية أو الحد من إهدار الطعام“.  

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.