مقالات متنوعــــــة

رجوع


 

الزراعة العضوية                                                         

 

الزراعة العضوية عبارة عن نظام شامل يربط بين إدارة الإنتاج والبيئة ويعزز سلامة النظام الايكولوجي الزراعي بما في ذلك التنوع البيولوجي، والدورات البيولوجية والنشاط البيولوجي في التربة. كانت هناك دعاوي كثيرة بأن تناول الأغذية العضوية يزيد من التعرض للملوثات البيولوجية الدقيقة. وقد تبين للدراسات التي بحثت هذه الدعاوي عدم وجود أي دليل يؤيدها. ومن المهم إدراك أنه يتعين على جميع الأغذية العضوية أن تستوفي نفس معايير الجودة والسلامة السارية على الأغذية التقليدية. ويشمل ذلك المبادئ العامة لصحة الأغذية الصادرة عن هيئة الدستور الغذائي وبرامج سلامة الأغذية المستندة على نظام تحليل المخاطر ونقطة المراقبة الحرجة . يعتبر السماد الأخضر من بين المصادر التي يشار إليها للملوثات البيولوجية الدقيقة. غير أن استخدام السماد الأخضر أمر شائع في كل من النظم التقليدية والعضوية، ولذا فإن احتمالات التلوث ينطبق على كلاهما. ومن المعروف جيدا أن السماد الأخضر حامل لعناصر ممرضة للإنسان إلا أنه إذا أحسن معالجته (مثل السماد الكمبوست)، فإنه يكون شكلا أمنا من الأسمدة العضوية ومصدرا للمغذيات أكثر كفاءة للمحاصيل. علماً أن الزراعة العضوية لا تستخدم السماد الأخضر غير المعالج فيما يقل عن 60 يوما قبل حصاد المحصول، ويجرى فحص المحاصيل للتأكد من الالتزام بهذه المعايير والقيود.أن الكثير من التغييرات الملاحظة في البيئة تعتبر طويلة الأجل وتحدث ببطء بمرور الوقت. وتدرس الزراعة العضوية التأثيرات المتوسطة والطويلة الأجل للتدخلات الزراعية على النظم الايكولوجية الزراعية. وتهدف إلى إنتاج الأغذية مع إيجاد توازن أيكولوجي لتلافي مشكلات خصوبة التربة والآفات. وتتخذ الزراعة العضوية منهجا استباقي في مواجهة معالجة المشكلات بعد ظهورها، حيث ان اتقنيات الزراعة العضوية مثل الزراعة البيئية، وارتباطات تكافلية ومحاصيل التغطية، والأسمدة العضوية تحسن من تكوين التربة وقوامها ، وفي المقابل يزداد دوران المغذيات والطاقة وخصائص التربة في الاحتفاظ بالمغذيات والمياه ولها دورهام في مكافحة تعرية التربة. اما المياه فإن تلوث المياه بالأسمدة والمبيدات مشكلة كبيرة في كثير من المناطق الزراعية. ونظرا لأن استخدام هذه المواد محظور في الزراعة العضوية، فإنها تستبدل بالأسمدة العضوية (مثل الكومست وروث الحيوان، والسماد الأخضر) التي لها دور كبير في خفض مستويات مخاطر تلوث المياه الجوفية. ولاشك من أن الزراعة العضوية لها تأثير مباشر على الهواء حيث تقلل الزراعة العضوية من استخدام الطاقة غير المتجددة من خلال خفض الاحتياجات من الكيماويات الزراعية  وتسهم الزراعة العضوية في التخفيف من تأثيرات الغازات الدفيئة، والاحتباس الحراري من خلال قدرتها على استيعاب الكربون في التربة. يعتبر ممارسو الزراعة العضوية مستخدمين ممتازين للتنوع البيولوجي على جميع المستويات. فعلى مستوى الجينات، تفضل البذور والسلالات التقليدية المكيفة لزيادة مقاومتها للأمراض وصمودها أمام الإجهاد المناحي. وعلى مستوى الأنواع، تؤدي التوليفة المتنوعة من النباتات والحيوانات إلى توافر الدوران الأمثل للمغذيات والطاقة اللازمين للإنتاج الزراعي. وعلى مستوى النظام الايكولوجي، فإن المحافظة على المناطق الطبيعية داخل وحول الحقول العضوية وفي غياب المدخلات الكيماوية تؤدي إلى توفير مواد مناسبة للحياة البرية. ويقلل الاستخدام المتكرر للأصناف قليلة الاستخدام (غالبا باعتبارها محاصيل الدورة الزراعية لبناء خصوبة التربة) تآكل التنوع البيولوجي الزراعي مما يؤدي إلى توافر تجمع جيني سليم – وهو الأساس الذي يعتمد عليه في عمليات المواءمة في المستقبل. ويؤدي اجتذاب الأنواع المعاد استنساخها إلى المناطق العضوية (الدائمة والمهاجرة) بما في ذلك النباتات والحيوانات البرية (مثل الطيور) والكائنات المفيدة للنظم العضوية مثل الملقحات ومفترسات الآفات.

                                                                                                                                                                                                                                           م. عفاف عبد الرحمن ايوب / قسم التقنيات البيئية