تتضمن عملية التحول التكنولوجي الحديث الكثير من المتطلبات لغرض رفد الأبداع والابتكار ولاجل استمرار هذا التقدم ذو النهايات المفتوحة والافق الواسعة, ولكن بداية اي ابداع تكنولوجي حديث تشترط مقدما الوقوف ومنذ الخطوة الاولى على نوعية المادة المستخدمة له وتطابق مواصفاتها مع حجم هذا الابداع لضمان ديمومته وتطوره. من خلال هذا المنطلق فأن اختصاص علم هندسة المواد يقع ضمن اعمال المراحل الاولى الحاكمة لأي تطبيق علمي او هندسي حديث واختيار المادة الهندسية الملائمة لتطبيق محدد هي مرحلة فريدة واجبة واكثر من اساسية هدفها الاعلى نجاح واستمرار التطبيق الهندسي.
من هنا تحتل اقسام ومراكزهندسة المواد عالمياً مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية كأكثر الاقسام المراد منها تميزا وابداعا في الاتجاهات كافة لما يضمن في حال دقة الاختبار واسلوب التطبيع من نجاح مستقبلي لاي منتج. فخطة نجاح الانتاج تقع دوما على عاتق الاختيار الدقيق للمنتوج وكافة اجزاءه الدقيقة. بهذا فأن مهندس المواد ذو الكفاءة يمكن ادراجه ضمن المراتب الخاصة لأكثر المهندسين المقبلين على عمل تفرداً في الاختصاص وعنوانا بارزا في حال البحث في ايجاد الوظائف التخصصية لما يتطلبه سوق العمل من نوادر التخصصات تقع الكثير منها في منظور افق هندسة وعلوم المواد. فعناوين بارزة كالطاقات البديلة وتكنولوجيا النانو وهندسة التعدين والبدائل التعويضية والموارد الطبيعية الى اخره جاءت جميعا من رحم متطلبات السوق الخاصة بالمواد الهندسية الحديثة.
جاء استحداث قسم هندسة المواد في الجامعة التكنولوجية العريقة عام 1999 كخطوة رائدة مطلوبة لقلب ميزان الحاجة الملحة في الصناعة, وقد برز اسمه منذ البداية كواحد من اوائل هذه التخصصات على مستوى البلد والمنطقة في حينها لتخريج مهندسين متميزين في مجال المواد الهندسية. وقد اثبت مهندسو المواد الخريجون كفاءتهم بشغلهم مراتب عدة في البلد وفي مراكز عديدة عربيا ودوليا وكانت ولا تزال بعض اسماء الدفعات المتوالية من قسم هندسة المواد مدعاة للفخر والاعتزاز. علاوة على ذلك فان خريجي الدراسات العليا من هذا القسم لا يزالو يرفدون العديد من جامعات القطر بما مطلوب من الاساتذة الجامعيين في هندسة المواد. يضم قسم هندسة المواد حاليا ثلاث فروع هندسية تخصصية اضافة الى تخصص عام يتضمن منح الشهادات العليا للماجستير والدكتوراه. يتطلع قسم هندسة المواد الى مواكبة التطور العالمي الحديث وهو يخطو دوما الى كل ما هو جديد ومفيد من اجل الارتقاء بالعلم في شتى الاتجاهات واضعا في نصبه كل ما من شانه اعلاء اسم الجامعة التكنولوجية وخدمة بلدنا العزيز.